"القناعة"

هل مبدأ "القناعة" و الجمود الفكري من أسباب تخلف امتنا عن سائر الأمم المتقدمة ؟





من منا لم يسمع بالمثل القائل "القناعة كنز لا يفنى" فهو مثل نتداوله كثيرا في مجتمعاتنا و يعتبر مبدأ في حياتنا بل و نسعى لتطبيقه باعتبار أن قناعة الفرد بما لديه هو قمة السعادة و النجاح.
بالنسبة لي مبدأ القناعة مرادف للجمود الفكري الإنساني و الحضاري. فعدم التفكير و التساؤل و اخذ كل شيء على انه أمر بديهي و مسلم به يفسح المجال لغيرنا ليفكر و يحكم و يقرر بدلا عنا و بذلك لن نستطيع تطوير أنفسنا و النهوض بمجتمعنا.
فلو قنع كل فرد بما لديه و كان راضيا عن أفعاله عن شخصيته و عن حياته فذلك يعني شيئين اثنين لا ثالث لهما إما انه وصل إلى قمة النجاح و السعادة وهذا مستحيل أو انه لا يملك الطموح و هذا خطير.
فلنعود إلي تاريخ أجدادنا و نقف على ما قدموه للحضارة الإنسانية و نستخلص العبر.فأجدادنا المسلمون و في عصر النهضة الإسلامية لم يقنعوا بما لديهم من علم رغم أنهم كانوا يمتلكون كتاب الله و سنة رسوله الكريم بل سعوا جاهدين للأخذ بعلوم الحضارات الأخرى و لم يقفوا عند هذا الحد فبعد دراستهم لجميع العلوم و الآداب و الفلسفات و انفتاحهم الفكري عليها حاولوا البحث من جديد سعيا لتطويرها بما فيه فائدة للإسلام و المسلمين و البشرية جمعاء و حصلت بذلك طفرة علمية حضارية إنسانية و دينية لم يعرفها التاريخ الإنساني من قبل.