اعادة التاهيل السياسي بين الشبكه العنكبوتية والشعائر الحسينيه

يجمع فقهاء السياسه على ان الظاهره السياسيه متغيره وليست جامده ولما كانت ادوات التاهيل السياسي في المجتمعات المعاصره تبدء من العائله والمدرسه وجماعه الانداد فانها تنتهي بالحيز المهني والحوكوكوكي او المنتظم السياسي.بيد ان العامل المشترك الاكبر في هذه المعادله هو الاعلام.
وبعد تهافت نظريتي نهايه الايدلوجيا وتصادم الحضارات ل(فوكوياما وصومائيل همنغتون)بقى بريق نظرية تحويل السلطه ل الفين توفلر متالقا في سماء القرن الحالي حيث وسائل الاتصال وعصر الاعلام السلطه الاولى وليس الرابعه كما يردد ويتوهم الكثيرون.
ان الاختيار الحقيقي لهذه الرؤيه هو مايجري من صراع على السلطه في العراق وملتقى الصراع الايدولوجي بين الشرق والغرب ورغم الاتفاق البراغماتي المعلن ان الفيصل والمنتصرهو ارادة الشعب لانها من مستحقات العصر الجديد عصر الاعتدال ومن هنا بدءت استراتيجيه التاهيل السياسي للشعب العراقي ومنذ السنوات الاخيره من القرن الماضي وبالتحديد منذ طرح قانون تحرير العراق في الكونكرس الامريكي اثناء حكومه بل كلنتون الديموقراطيه بتقاطع واضح من اوربا العجوز رغم موقف بريطانيا واسبانيا الداعم ان القدرة الواضحه في الاعلام ووسائل الاتصال كان حجر الزاويه في هذه الاستراتيجيه حسب تعريفها للقوه بانها التاثير في نفوس الاخرين بالانسجام مع حرياتهم الخاصه حيث جرى تاهيل الشعب العراقي سياسيا من خلال ذلك التفاعل الحقيقي مع الليبراليه الجديده في الشرق الاوسط والعالم الاسلامي وفي طرف الصراع الثاني وفي باب التصدي لهذه الافكار العلمانيه والدفاع عن النظريه السياسيه الاسلاميه والحفاظ على الثوابت الثقافيه حسبي ان احصر الكلام هنا على الثقل الواقعي في المجتمع السياسي العراقي وهو المرجعيه الدينيه والتيارات الاسلاميه التي عارضت وقارعت النظام الدكتاتوري السابق فما هي استراتيجتها وماهي ادواتها الستراتيجيه في مجال الاعلام ان الموقف من هذا الصراع الجديد بعد التاكد من نية الولايات المتحده في احتلال العراق الخيار الصعب الذي وضعت فيه خاصة بعد يقينها من استراتيجيه التاهيل السياسي للشعب العراقي المسلم من قبل الدوائر الغربيه والاسرائيليه يحمل في طياته اطمئنانا غريبا ليس من باب الاستهانه بالتاثير الغربي المعادي فحسب كذلك التخلص من التعسف الصدامي والقدره على ممارسه وسائل الاعلام الكامنه والتي من خلالها تستطيع ان تمارس تاهيل الشعب العراقي سياسيا والوصول به الى البر على الاقل فمن اين جاء هذا الاطمئنان وهذه الثقه بهذه الادوات والوسائل ؟ممكن ان يكون الجواب على ذلك الموروث العقائدي للثوره الحسينيه وامتلاكها لجميع الوسائل الاعلاميه والاتصاليه منذ السنوات الاولى وامتزاجا بعمق الرساله المحمديه الايمانيه المنحدره في الاصول الانسانيه بما تحمله من قيم الحريه الصادقه غير المغلفه استطاعت ان تنتج عبر التاريخ ممارسات اعلاميه استطاعت ان تحافظ على التاهيل السياسي الذي كرسه الامام الحسين عليه السلام في الشعب العراقي عبر الاجيال من خلال مبادئ الثوره الاسلاميه هي العاشر من محرم سنه61ههجريه حيث يدرك المتتبع المنصف تاثير هذه الوسائل وحفاظها على الانتماء السياسي لاغلبيه الشعب العراقي على الاقل خلال تاريخه الحديث وثباته على هذا التاهيل من شتى صنوف اعاده التاهيل من قبل الاتراك العثمانيون او الشيوعيون اما الستراتيجيه الاعلاميه الامريكيه بعد الاحتلال فقد ادركت بانقضاء السنه الاولى لايمكن مجاراتها فالستراتيجيه الامريكيه وشبكتها العنكبوتيه ومزاميرها الصراصيريه تسعى من خلال عشرة اشهر من السنه في اعادة تاهيل السياسي للاغلبيه لكن سرعان مايذهب ذلك سدى حالما تبدء المراسيم الحسينيه في عاشوراء وصفر فينقلب الاتجاه وتختلط الخيوط ويضيع الغزل وتتلف الصراصير ومزاميرها سبحان الله تعالى حين قال ان اوهن البيوت لبيت العنكبوتورحم الله من قال لقد انقلب قطار العلمانيه في العراق بصدى طبول العزاء الحسيني واحترقت هياكله بنيران قدور مواكب الجمهور.
بالمناسبه هذه المقاله منقوله من الكاتب عماد فاظل